السبت، 23 مايو 2009

صحـ...افة!

تركي الدخيل
صحـ...افة!
رحم الله شوقي، فلو عاش إلى يومنا هذا، لاعتذر لكل من حفظ بيته الشهير عن الصحافة:
لكل زمان مضى آية
وآية هذا الزمان الصحف
فالصديق الإنترنت، على رواية الصديق محمد السحيمي، هو جملة من آيات هذا الزمان، وليس آية واحدة، فالزميل قوقل، بضع آيات مجتمعات ومتفرقات على حد سواء.
تذكرت بيت شوقي في أجواء المنتدى الإعلامي العربي الذي أقيم في اليومين الماضيين في دبي، وتناولت إحدى جلساته الإعلام الإليكتروني، ونعى فيها الزميل عثمان العمير، الصحافة الورقية، وحدد الزميل عبداللطيف الصايغ عمراً للسيدة الصحيفة الورقية لا يتجاوز تسع سنوات، وقد ينتهي بعد ست سنوات.
نعي الصحافة الورقية، لم يعجب بعض الصحفيين الورقيين العتاة، واعتبروا حديث العمير والصايغ، ينطوي على تفكير رغبوي، ومبالغات غير منطقية، وقبض كل واحد منهم على جريدة ورقية في يده، وأحسبه ضمها إلى صدره، قائلاً في نفسه: لا خلا ولا عدم.
الورقيون يقرون بأهمية الإنترنت وتأثيره، لكنهم يقولون إن انتهاء الصحف الورقية، لن يأتي في عالمنا العربي العظيم، وهو وإن حدث في وقت قريب في الغرب، فلن يتحقق عربياً بسبب الخصوصية العربية العتية وتفشي الأمية الإليكترونية في العالم العربي، وضعف الاتصالات مقارنة بالغرب.
ولفت الدكتور عزّام الدخيل، إلى رأي جدير بالنظر، وهو أن أزمة الصحافة الورقية المقبلة ستكون لصعوبة توفير الورق بالنظر إلى مشكلة بيئية تعود إلى تضاؤل الغابات.
هل أصبحت الإنترنت آفة تقضي على الـصحافة الورقية؟!
الأكيد أن الإعلام الإليكتروني يقضم كل يوم من كعكة الصحافة الورقية، واللقمة تزداد في حجمها، دون أن يغص الإنترنت بالصفحات المملينة التي لا تكف عن التضاعف، ولا بأعداد المتصفحين الذين لا يكفون أيضاً عن الزيادة.

3 التعليقات:

مشعل الحربي يقول...

اعلنت عدد من الصحف الامريكية عن نيتها ايقاف نسخها المطبوعة وتحولها الى صحف رقمية. عندما كنت طالب ماجستير في جامعة ستانفورد عام 1997 عملت على ورقة محاضرة بعنوان "هل ستقضي الانترنت على الأعلام المرئي التقليدي" وذلك ضمن مادة الخطابة. ورغم ان تخصصي ليس له علاقة بالإعلام الا انني شعرت ان الأنترنت قادرة على سحب البساط من تحت الاعلام المرئي والمقروء. احتضار الصحافة المطبوعة وموتها سيكون نتيجة طبيعية للنظرية الدارونية التي تقول ان التطور لا بد منه.تحول الاعلام من الوسيلة الورقية المكلفة ماديا وزمنيا الى الوسيلة الرقمية السهلة والسريعة هو تطور طبيعي لطريقة ايصال المادة المقروءة.
هل تستطيع الأنترنت القضاء على وسائل الأعلام الأخرى ؟ الأحتمال ليس ببعيد.

ريم يقول...

من ناحية يستطيع فهو يستطيع..ولكن كعرب فالأمر سيأخذ وقتا..
لن يكون الأمر بهذه السهوله..وستجد الكثير من المعارضين..
بالنسبة لي فإن اقتنائي للجديد يكون متأخر عن البقيه..
حتى الآن..أفضل بأن أقرأكتابا بين يدي على ان أقرأه من الأنترنت..
وان أردت مشاهدة فلم فخياري الأول هو التلفزيون وليس اللاب توب

مشعل الحربي يقول...

اسف على تأخري بالرد لظروف السفر.
اوافقك الرأي اخت ريم بأن الكتاب مازال الوسيلة الافضل للقراءة رغم مرور الاف السنين على اختراع الكتاب كوسيلة حفظ ونقل للمعرفة. ولكن هذا الاحتكار له تهديد كبير من قبل التكنولوجيا الحديثة للقراءة والتي استخدمتها وشعرت بكونها منافس حقيقي للكتاب. العبرة حقيقة ليست في الوسيلة التي نستخدمها للقراءة ولكن في حث المجتمع بأن يقرأ بغض النظر عن كيفية القراءة.

إرسال تعليق