الاثنين، 7 سبتمبر 2009

خاطرة

"Success is the inseparable twin of failure; rarely you will see one without meeting the other".
"النجاح هو توأم الفشل؛ يندر ان ترى احدهما دون ان تقابل الاخر".
Mishal Alharbi
Sept. '09

الجمعة، 19 يونيو 2009

بُغية الأمل في هجاء وزارة العمل

قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ: "هل قرأت ما كتبه الأستاذ فلان في صحيفة "الجهاد الأكبر" عن "وزارة العمل؟".
قال الأستاذ الشيخ: "لا. فماذا كتب؟".
قال التلميذ الفتى: "كتب أن وزارة العمل قترّت على المواطنين في الاستقدام فأفلس المقاولون ووقفت عجلة التنمية وارتفعت أسعار الأرز والخضار واضطرت الأمهات إلى تربية أولادهن وعمَّ البلاد والعباد بلاء عظيم".
قال الأستاذ الشيخ: "حريّ بوزارة العمل أن تصغي لكلام خطير كهذا".
قال التلميذ الفتى: "إلا أن الأستاذ فلاناً كتب في صحيفة "السيف والمدفع" كلاماً مخالفاً بنسبة 100%".
قال الأستاذ الشيخ: "فماذا كتب؟".
قال التلميذ الفتى: "قال إن وزارة العمل أغرقت البلاد بطوفان من العمالة الأجنبية يقرب من مليوني عامل سنوياً فقضت على السعودة وفاقمت البطالة وزادت الجريمة ونشرت العمالة السائبة".
قال الأستاذ الشيخ: "قمين بوزارة العمل أن تصغي لكلام مهم كهذا – فما فعلت؟".
قال التلميذ الفتى: "يبدو أنها مشغولة عن الصحف بتدريب الشباب السعودي على مهن النجارة والضيافة في المطاعم والفنادق والسباكة والحلاقة والبيع في المحلات التجارية".
قال الأستاذ الشيخ: "لا أرى في ذلك بأساً".
قال التلميذ الفتى: "ولكن الدكتورة فلانة تقول في صحيفة "انتصار البداوة" إن هذه مهن دونية لا تليق بشبابنا الأصيل الطامح ويجب أن تترك للرقيق الجديد".
قال الأستاذ الشيخ: "فماذا قالت الوزارة؟".
قال التلميذ الفتى: "قالت إن من الأنبياء الكرام عليهم السلام من كان نجاراً ومن كان حداداً ومن اشتغل راعياً للغنم، إلا أن هذا الكلام لم يقنع أحداً".
قال الأستاذ الشيخ: "رضا الناس غاية لا تدرك. فهل هناك مزيد؟".
قال التلميذ الفتى: "كتب الدكتور فلان في صحيفة "الاستعراضية" مقالاً نارياً يطلب فيه من وزارة العمل إقرار إعانة بطالة لكل عاطل وعاطلة".
قال الأستاذ الشيخ: "أمر بمعروف. فهل استجابت الوزارة؟".
قال التلميذ الفتى: "لا. بل زعمت أن إعطاء المعونة يعوّد الشباب على الكسل والتواكل وأن البديل الذي لديها أفضل وهو منح مكافأة مجزية لكل من يدخل في برنامج تدريبي – وزعمت أنها مستعدة لتدريب من يريد".
فقال الأستاذ الشيخ: "وجهة نظر معتبرة – فهل أقنعت أحداً؟".
قال التلميذ الفتى: "لا. بل أشعلت مطالبة أخرى بإقرار حد أدنى للأجور يضمن للعامل الحياة الكريمة".
قال الأستاذ الشيخ: "فكرة جذابة. فما هو الحد المطلوب؟".
قال التلميذ الفتى: "من الكتاب من رأى أنه يجب ألا يقل عن ثلاثة آلاف ريال ومنهم من رفعها إلى خمسة آلاف ريال".
قال الأستاذ الشيخ: "خير الأمور الوسط. أربعة آلاف ريال.
فماذا كان من شأن الوزارة؟"
قال التلميذ الفتى: "زعمت أن هذا سيفاقم البطالة ويقضي على رغبة رجال الأعمال في توظيف السعوديين ويؤدي إلى إفلاس عشرات الآلاف من المؤسسات الصغيرة ويحوّل أصحابها إلى عاطلين يقنعون بما دون الحد الأدنى".
قال الأستاذ الشيخ: "قرأت أيام الطلب في كتب الاقتصاد كلاماً قريباً من هذا – فلعلّ الوزارة على حق".
قال التلميذ الفتى: "لا يعترف أحد أن الوزارة على حق في أي موضوع. وهناك من ذهب إلى أن الوزارة فشلت فشلاً ذريعاً لأن البطالة في ازدياد مستمر".
قال الأستاذ الشيخ: "نقد مشروع. فماذا قالت الوزارة؟".
قال التلميذ الفتى: "زعمت أن المعلومات الدورية التي تصدرها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات تشير إلى أن معدل البطالة بين الذكور في انخفاض مستمر وأنها مستمرة في الانخفاض حتى أصبحت 6,7% - وهي نسبة أفضل من نسبة البطالة في معظم دول العالم".
قال الأستاذ الشيخ: "هذا إنجاز يستحق الشكر - فهل شكر الوزارة أحد؟".
قال التلميذ الفتى: "هاجمها الجميع – وضاع الإنجاز مع ارتفاع نسبة البطالة بين النساء".
قال الأستاذ الشيخ: "فلم ارتفعت؟".
قال التلميذ الفتى: "زعمت الوزارة أن عمل النساء يتطلب بيئة عمل منفصلة عن بيئة عمل الرجال – وأصحاب العمل يرفضون التكلفة الإضافية التي تتطلبها البيئة المنفصلة".
قال الأستاذ الشيخ: "فهل لام أحد رجال الأعمال؟".
قال التلميذ الفتى: "لم يلمهم أحد. وما لام أحد الذين حرضوّا على منع المرأة من العمل ثم تباكوا على ارتفاع نسبة البطالة النسوية".
قال الأستاذ الشيخ: "واعجباه ! فمن هؤلاء؟!".
قال التلميذ الفتى: "ترفض الوزارة الإجابة".
قال الأستاذ الشيخ: "ولم؟".
قال التلميذ الفتى: "زعمت الوزارة أن توضيح الواضحات من المعضلات".
قال الأستاذ الشيخ: "صدقت! وهذا سجال مفيد".
قال التلميذ الفتى: "كيف؟".
قال الأستاذ الشيخ: "نال الكتاب بغية الأمل بهجاء وزارة العمل ونالت الوزارة من النقد اللاذع ما يقيها من شرور الغرور والرضا عن النفس ويعلمها التواضع وإنكار الذات".
قال التلميذ الفتى: "صدق يا شيخي من قال إن العلم بحر!".
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3183&id=12231&Rname=270

السبت، 6 يونيو 2009


الجمعة، 5 يونيو 2009

معي الأهل!

للكاتب تركي الدخيل - جريدة الوطن
تختلف التسميات التي يطلقها البعض على المرأة، لكن ما يجمع بين كل تلك التسميات أنها قائمة على الكنايات. بعضهم يناديها بـ"ياهيش". قال أبو عبدالله غفرالله له: وهو منتهى الرقي، أمحق رقي. إلا أن يُقرأ الرُقي هنا، بأنه الرّقي، أي الجح لدى أهل العراق، وهو دلالة على أن من يقول للمرأة "هيش" جحة، وبيضاء أيضاً. وينادونها تارة أخرى بـ"يا مرة" وإذا أراد أن يخبرك أن زوجته وشريكة عمره معه في مشوار أو مناسبة قال لك بشيء من الانكسار: "معي عيالي"، أو معي "الأهل"! حتى وإن كان حديث عهد بزواج ولم يصبح بعد أباً ولم يذق طعم الولد! بل ربما لم يجف حبر عقد نكاحه بعد، وإذا سئل أين أنت تنحنح حرجاً، ثم قال: "أنا مع أهلي" أو "معي عيالي"، هذا بعد أن أوشكنا على نسيان ظاهرة من يتبع الحديث عن المرأة بقوله: أكرمكم الله، وأقول للقارئات قبل القراء: أكرمكم الله عمن كان يفعل ذلك!
الدكتور مرزوق بن تنباك في كتابه "الوأد عند العرب"، يعتبر هذا السلوك شكلاً من أشكال "الوأد المعنوي للمرأة" أن يستحي البعض من التصريح باسم الزوجة ولو حتى بالتلميح، مع أنه لا شيء يطرب الإنسان مثل أن يُنادى بأحب الأسماء إليه. أوه سامحنا يا دكتور مرزوق بعضنا لم يرفع المرأة لتصل إلى مرحلة الإنسان.
بعض الناس ربما لا يستطيع نطق اسم زوجته من شدة التغطرس والاحتقار للمرأة، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أمثلة كثيرة في الانبساط مع أزواجه وفي تقديره لهن، لقد كان يعاملهن بكل تقدير واحترام وكان يصرح بحبه لعائشة، وفي الحديث المتفق عليه: (سئل أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال: عائشة قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها).
ويذكر ابن القيم حينما عرج على خصائص عائشة في كتابه "جلاء الأفهام": (أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقرباً إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه).
وكان صلى الله عليه وسلم يتحدث عن زوجاته بأسمائهن الصريحة بل ذكر اسم صفية واسم والدها حينما خرج معها إثر زيارته في المعتكف، عندما عجل صحابيان بمشيهما بعد رؤيته مع امرأة خجلاً بقوله: (عَلَى رِسْلِكُمَا ، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ).
قال أبو عبدالله غفر الله له: إذا كان الرجل يطرب حينما ينادى بأحب الأسماء إليه فكذلك المرأة، وما زلت أذكر أن أحدهم بعث لي إيميلاً يريد أن يسبني، فقال لي يا ابن مزنة، فقلت له في ردي: لو كنت أمامي لقبّلت رأسك، لأنك ذكّرتني بأمي فدعوت لها بالرحمة، ودعوتني بأحب الناس إليّ.

الخميس، 4 يونيو 2009

ابتسامة اليوم


عودة الجذور..


الثلاثاء، 2 يونيو 2009

مغامرة (سوزي) بالسعودية.. محجوبة!

للكاتب أشرف إحسان فقيه
لو حصل وسألت المسؤول – إذا استطعت أن تحدده- عن حجب مدونة (مغامرة سوزي الكبرى – Susi’s Big Adventure) عن السبب وراء ذلك الإجراء، فإنه غالباً سيتحجج لك بـ "المصلحة العامة". ربما سيقول لك ذلك المسؤول المجهول إن محتوى المدونة به "مخالفات" ما، إن هناك "شكاوى" معينة قد وصلت لهيئة الاتصالات بخصوصه، أو إن المدونة قد دأبت على نشر تجاوزات سياسية، عقدية، أخلاقية.. إلخ. ربما أكّد أن صاحبة المدونة.. بحكم جنسيتها الأمريكية.. قد قامت على نحو ما بتشويه سمعة البلاد، وبترويج الأخبار المثيرة للبلبلة والتي لا تعكس الصورة الحقيقية لـ "مملكة الإنسانية".. إلى آخر هذا الكلام.
وهذه كلها تبريرات افتراضية، نختلقها هنا ونتخيلها، لأن أحداً لا يعرف على وجه الدقة المسوغات الحقيقية لحجب مدونة السيدة (سوزي) وإغلاقها بدون سابق إنذار في أوجه متصفحي الإنترنت بالسعودية.
لوهلة، يبدو الموضوع أقل من أن يُكتب فيه مقال. فهناك قضايا وهموم أكبر من مجرد حجب موقع إنترنت يجدر أن يلتفت لها كُتّاب الرأي.. هكذا درج القارئ الملول على تذكيرنا، وعلى مطالبتنا بالحديث عن الفقر والبطالة والفساد. لكن كل تلك المحاور تستمد أهميتها من تعلقها المباشر بحق المواطن وبحريته. وسياسة الحجب، مثلها مثل الوصائية والحجر الفكري وفرض الرأي.. كلها أيضاً تمثّل مسّاً بحق خالص من حقوق الإنسان الحر. خاصة إذا مورست بشكل اعتباطي وعائم. هذا مبرر أول يدفعنا لتناول القضية هنا. أما المبرر الثاني فهو متعلق بتشويه صورة مملكتنا الإنسانية، والذي ثبت أن أساليب الحجب والحظر العشوائية تحققه.. بفاعلية تفوق كل المواقع المغرضة والمشبوهة الأخرى!
الذي حصل بعد حجب موقع السيدة (سوزي) المذكور بعاليه هو أن وكالات الأنباء العالمية قد طارت بالخبر وتداولته كقرينة إثبات أخرى لما تزعمه من قمع للحريات بالسعودية. هذه الوكالات استشهدت بالتقارير الأخيرة حول تدني مستوى الحرية الصحفية، وانتهاك حقوق المرأة والأجانب، وسقوط سقف التعبير، إلى آخر قائمة التهم التي تبذل مؤسسات علاقاتنا العامة ودبلوماسيتنا جهوداً مضنية لتفنيدها. والتي نصرّ نحن على أن كثيراً منها هو إما مختلق.. أو مبني على سوء فهم للوقائع.
لكن الحاصل الآن هو أننا نتعمد أن نصوّب بنادقنا إلى أقدامنا. هناك من تحمس بغتة وحجب موقع هذه المدوِّنة الأمريكية المقيمة بالسعودية.. واحدة من مئات. والتجربة طالما علمتنا كم هو خطير التعرض لمجتمع الإنترنت التواصلي والتفاعلي. حيث تُنقل الأخبار وتُصعَّد الأمور بسرعة النقر على زر (الماوس). موقع (فرانس بِرس) بجلالة قدره تلقّف الموضوع الأسبوع الفائت لينقل عن (سوزي)، السيدة الأمريكية المتزوجة بسعودي، والأم لمواطن سعودي، والمقيمة بالسعودية منذ سنوات، أنها مندهشة وحائرة.. وأنها لا تريد المشاكل لها ولا لأسرتها. إنها فقط تريد أن "ينوّرها" أحد ويعلمها بالغلطة التي ارتكبتها كي تحجب مدونتها بين ليلة وضحاها!
تقول (سوزي) إن مدونة (المغامرة الكبرى) كانت مكرسة أولاً للتواصل مع أقاربها في أمريكا، ثم صارت تمثل نافذة لكل قرّاء الإنجليزية الذين يريدون أن يروا "السعودية الحقيقية" عبر عيني امرأة أمريكية عادية.. تنقل لهم وقائع الحياة اليومية كما يعايشها المواطن العادي. بدون فبركة ولا أجندات سياسية خفية. بالعكس، فمدونة (سوزي) فيها سعادة واضحة وحب حقيقي للبلد. إنها حافلة بالألوان والأصوات وبالنَفَس العائلي الحميم. وإن كان من نقد أو كلام "غير محبب" عن بعض مظاهر حياتنا، فهو لا يتجاوز ما نثيره نحن أنفسنا يومياً في مجالسنا وعلى صفحات جرائدنا.. ولا يتجاوز قلق أي أُمّ تعرف أن ابنها وذريته من بعده سيعيشون في قلب هذا البلد.. وليس في أمريكا المحرومة من كثير من نِعم السعودية.. كما كتبت (سوزي) ذاتها في مدونتها المحجوبة!
لو كانت (سوزي) قد تجاوزت خطاً أحمر.. فلماذا لم ترسل لها الجهة المسؤولة إنذاراً. وإذا كانت هذه القضية قد وصلت للرأي العام الأجنبي لأن صاحبتها تحمل جنسية "سوبر".. فكم مدون وكاتب وصاحب رأي "درجة ثانية" يكمم فوه كل يوم بدون أن يهتم بأمره أحد.
يبدو أن حجب موقع (سوزي) قد تم بالخطأ. لكن حتى لو رُفع الحجب اليوم.. أو قبل نشر المقال.. فإن الضرر قد وقع فعلاً. هناك من رسَّخ السمعة السيئة الملصقة بنا كبلد يخنق الحريات ويسد المنافذ عشوائياً.. والذي فعل ذلك لم يكن صاحب المدونة المحجوبة، ولا مراسل وكالة الأخبار الذي كتب عنها. المذنب الحقيقي هو الذي قام بحجب الموقع بدون تبرير.. وبدون أن يتمكن أحد من الوصول إليه لأخذ أقواله بخصوص "القضية".. كما يؤكد مراسل وكالة (فرانس بِرس) العتيدة للأنباء.